روت الممثلة المصرية الراحلة لطيفة نظمي، قصة غريبة عاشتها، دوّنها الممثل والمؤلف يوسف وهبي في مذكراته عام 1973، حكت فيها عن زواجها الذي قلب حياتها رأسًا على عقب.
بدأت القصة بلقاء عابر بينها وبين رجل أنيق، قال لها إنه طبيب. نشأت بينهما علاقة حب، انتهت بزواج لم يستغرق سوى أيام، اذ بعد ان انتقل الزوجان للعيش معاً، لاحظت لطيفة أن سلوك زوجها غريب للغاية، إذ لم يكن يدخل البيت ليلًا إطلاقًا، مبررًا غيابه بانشغاله بالعمل.
في أحد الأيام، اختفى الزوج لمدة أسبوعين، ما دفع لطيفة للبحث عنه، لكنها لم تجد اسمه في أي مستشفى أو عيادة في القاهرة. وعند عودتها إلى المنزل، قررت فتح مكتبه المغلق دائمًا، لتكتشف أوراقًا تحتوي على طلاسم ورسومات غريبة، وقائمة بأسماء وعناوين نساء.
حين بدأت تبحث عن هؤلاء النسوة، اكتشفت المفاجأة الصادمة: معظمهن توفين في ظروف غامضة. لجأت لصديقتها، التي نصحتها بمقابلة شيخ متخصص في العلاج بالقرآن، فأكد لها أن ما وجدته طلاسم سحر أسود، كُتبت بيد جن قوي.
أوضح لها الشيخ أن زوجها من "العالم الخفي"، ويخشى صوت الأذان وظلمة الليل، وهو ما أكدته لطيفة من خلال سلوكه اليومي. وبعد فترة من الغياب، عاد الزوج، وواجه لطيفة بعد أن اكتشف أنها عرفت سره، فهاجمها محاولًا قتلها. لكنها شغّلت صوت الأذان، فشلّ حركته، واستغلت الفرصة للهرب واللجوء إلى يوسف وهبي.
الشرطة ألقت القبض على الزوج، وتبيّن لاحقًا أنه مريض نفسيا قاتل متسلسل، هرب من مستشفى للأمراض العقلية، وكان ينتحل صفة طبيب.
المأساة لم تنتهِ هنا، إذ اكتشفت لطيفة أنها حامل، وبعد ولادة طفلها المشوّه الذي توفي بعد ساعات، أخبرها الشيخ أن الجنين "من الجن". دخلت لطيفة بعدها في حالة نفسية حادة، انتهت بوفاتها في الأربعينيات من عمرها.
أشار يوسف وهبي في مذكراته، إلى أن لطيفة كانت ممثلة موهوبة، وكان بإنتظارها مستقبل باهر، لولا هذه القصة التي أنهت حياتها.